العلم ونهاية الكون.. الأسطورة بصيغة علمية قراءة في الكتاب الفرنسي "عندما يغير العلم الإنسان"
الحسن سرات
قراءة في الكتاب الفرنسي "عندما يغير العلم الإنسان"
العلم ونهاية الكون.. الأسطورة بصيغة علمية
عرض :
الحسن سرات - الرباط
يجمع
كتاب "عندما يغير العلم الإنسان" بين الخيال العلمي والحقيقة الواقعية،
ويقدم للقارئ مشاهد للحياة في المستقبل القريب، عندما تتحكم فينا علوم الطب
والوراثة، مثل بيع الأعضاء البشرية، واستئجار الأرحام، والاستنساخ، والحق
في الموت لمرضى العلل الميئوس منها، أو المؤلمة للغاية، والأسر المتعددة
الآباء والأمهات، وحياة الأطفال فيها، وقراءة مستقبل الإنسان من خلال سره
الجيني، واختيار الطفل المرغوب فيه من خلال قائمة المتبرعين بالمني، وغير
ذلك.
المؤلف
ليس بعيدا عن هذا المجال العلمي ولا عن نظيره السياسي، فهو من مواليد
مرسيليا عام 1948، وعضو بالحزب الراديكالي الفالوازي المتحالف مع خمسة
أحزاب أخرى تشكل الحركة الشعبية بالبرلمان الفرنسي. وعمدة لمدينة أنتيب منذ
1995، ونائب برلماني عن دائرة "الألب ماريتيم" منذ 1997. أعيد انتخابه في
الدورة الحالية 2007- 2012. ويشغل منصب نائب الأمين العام للحزب الراديكالي
الفالوازي ونائب رئيس فريق الحركة الشعبية بالبرلمان.
وهو
طبيب مختص في الأمراض القلبية ما زال يمارس مهنته حتى الآن، وناشط في
النقاش الفكري والسياسي حول الأخلاقيات الطبية، كلفه الرئيس الفرنسي السابق
جاك شيراك ورئيس الحكومة جان رافاران برئاسة اللجنة البرلمانية حول مرافقة
المريض الذي اختار وضع حد لحياته سنة 2004، وأفضت إلى صدور قانون رقم
2005- 370 بتاريخ 22 مارس 2005 يتيح للمرضى اليائسين من العلاج أن ينهوا
حياتهم بمساعدة طبية.
آثر
المؤلف- لتقريب هذه التغيرات الخطيرة من القارئ- أن يحبكها في قصص قصيرة
بلغت عشرين قصة، تصلح لأن تكون أفلامًا للخيال العلمي، وهو يريد من وراء
ذلك قدح زناد التفكير عند العامة، ودفعهم للإدلاء بآرائهم في التحولات
الجارية.
فهذه
قصة طفلة عاشت ولها ثلاث أمهات: الأولى رغبت فيها ولم ترد أن تحمل بها
حرصا على رشاقتها وخوفا من مشاق الحمل والوضع، والثانية قبلت أن تستأجر
رحمها وحملت بها حتى وضعتها، والثالثة صاحبة أبيها بعد أن فارق زوجته
الأولى. ثلاث أمهات، وثلاثة أنواع من الحب، فأي تمزق هذا؟!.
وعندما
كبرت وأرادت أن تصبح أمًّا، اكتشفت عدم قدرتها عضوياً على الحمل، وفرض
عليها الأطباء أن تبحث عن مؤجرة لرحمها، لكنها مخافة تجدد جرحها النفسي
الاجتماعي القديم، تقرر في النهاية تبني طفل متخلًّى عنه، حتى لا تضطر إلى
التخلي عن طفل لم تحمله في رحمها.
كما
يعرض الكاتب في قصة أخرى مصير الأطفال الذين يولدون من بنوك المني،
فيعيشون ممزقين بين الآباء والأمهات البيولوجيين والآباء والأمهات
الاجتماعيين.
وتحكي
قصة ثالثة ما جرى بين أخوين تبرع أحدهما للآخر بكليته لإنقاذ حياته، ولما
كبر تنكر له رغم حاجته إليه. يموت المتبرع ويعيش الآخر بقية حياته في كآبة
وحزن إلى أن يقرر وضع حد لحياته، بعد أن تبرع بقلبه.
وتدور القصة الرابعة حول حق المريض اليائس في اختيار الموت، وظهور شركات خاصة لتنظيم حفلات الوداع الأخير مع أهله وأحبائه.
كما
نطلع في قصص أخرى على حق المرأة في تجميد البويضة الملقحة لتحمل بها في
الوقت الذي تختار، واستخدام الشركات الكبرى للتقنيات العلمية لمعرفة الحالة
الصحية للموظفين والعمال، والاطلاع على الشفرة الجينية السرية قبل قبولهم
بتنسيق تام مع شركات التأمين.
ويفتتح
الدكتور جان ليونيتي كتابه المثير "عندما يغير العلم الإنسان" بعنوان لا
يقل إثارة - خاصة لنا نحن المسلمين - فقوله "دمعة الرب" تقشعر له الأبدان
وتتوقف أمامه الأفئدة. ومنذ البداية يدرك القارئ أن جذور العقل اليوناني ما
زالت حية في العقل الغربي الحديث، وأن الأساطير القديمة تجددت في الأزمنة
الحديثة.
تقول الأسطورة الوثنية التي
نسبها الكاتب للقرن الحادي والعشرين: "إن الخالق لما فرغ من خلق الكون
والسماء والأرض والبحار والأنهار، والحيوانات بجميع أصنافها، وجد نفسه غير
ما خلق، إذ إنه كان يريد صنع كائن بروح تشبه روحه، غير أنه كان يفشل -
تعالى الله عما يقولون - في كل محاولة يقوم بها؛ فتارة كان يزيد في نسبة
روحه فيصِّير ملائكة، وتارة كان يزيد في الطين فيصيِّر حيوانات".
"وذات
يوم، وهو يستعمل المواد نفسها التي يحتاجها لخلق الحيوانات المتطورة، كانت
خيبة أمله أكثر مما سبق: فالحيوان الذي كان واقفا أمامه ليرى السماء أكثر
وضوحا، والذي كان يمتلك أصابع يمسك بها بعض الأدوات، بدا له أقل نباهة
وذكاء، وأكثر ضعفا وبطئًا من المخلوقات السابقة.
وانتابت
الرب رغبة في تدمير هذا المخلوق الناقص، لكن عين الحيوان التقت بعين الرب،
فأجهش الرب لأول مرة بالبكاء من شدة الإشفاق وحدة الإحباط، فسقطت دمعة
الرب على رأس المخلوق، فاغترف الكائن من نظرة الرب الرغبة في الخلود. تلك
الدمعة الإلهية ذكرته بفنائه، وهكذا خلق الرب الإنسان واختفى إلى الأبد..
ومنذئذ شرع الإنسان في خلق الإنسان"!! وهو ما يؤكد تجذر العقل اليوناني
بوثنيته في العقل الغربي.
يقر
الطبيب الفرنسي بأن الاكتشافات الطبية تثير المخاوف والآمال معا، فالأمل
مشروع بالنظر إلى "الفتوحات" التكنولوجية والعلمية التي عادت على الإنسان
بالمنفعة في العقود الثلاثة المنصرمة. وصار بإمكان الإنسان أن يعيش عمرا
أطول يصل إلى تسعين عاما أو أكثر في البلدان المتقدمة، والفرنسيون مثلا
ازداد متوسط أعمارهم عشر سنوات أكثر من الأجيال السابقة. وصار السرطان مرضا
يمكن التغلب عليه، والسيدا مرضا عاديا، والأمراض القلبية يمكن توقعها
ومعالجتها. الفرنسي اليوم لا يعيش زمنا أطول فحسب، ولكنه يعيش حياة أحسن.
وغدا
ستتضاعف هذه الفتوحات، فمرض الزهايمر يمكن تجنبه هو ونظائره، واللقاحات
الجديدة ستقطع الطريق على جميع الأمراض، وسيكون بالإمكان استبدال الأعضاء
والأجزاء المريضة بأخرى معافاة، وستظهر أدوية جديدة أشد مضاء من سابقاتها،
وستحصل كل عقيم على الأبناء الذين تهفو إليهم، كما أن المواليد الجدد
سيكونون محصنين من كل الأمراض الوراثية؛ لأن الطب سيقضي عليها.
أمام هذه الآمال، تبدو المخاوف من المخاطر العلمية على الإنسان غير مبررة.. بل هي مخاوف أقرب ما تكون إلى الأوهام منها إلى الحقائق.
لكن
الطبيب يقر أيضا أن الدول الغربية نفسها متفاوتة في التعامل مع تلك
"الفتوحات العلمية": فسويسرا مثلا صار بإمكان الأشخاص الذين بلغوا من الكبر
عتيًّا و"تعبوا" من الحياة أن يطلبوا "الموت المعاين تحت رعاية طبية"، وفي
الولايات المتحدة الأمريكية يمكن للمرأة أن "تستأجر" رحم امرأة أخرى لتحمل
بولدها مخافة مضاعفات الحمل عليها صحيًا وجماليًا، وذلك وفق عقد متفق
عليه. وفي الدنمارك يختار "الأزواج"، من بين قائمة طويلة للمتبرعين
بالحيوانات المنوية من يحبون بناء على معايير تربوية واجتماعية. وفي بلجيكا
لم يعارض أحد عملية بيع طفل في شبكة الإنترنت لزوجين هولنديين. وفي عدة
مناطق من العالم الفقير بنيت شبكات منظمة للمتاجرة في أعضاء الإنسان.
ويؤكد
المؤلف أنه لحد الآن، فإن التكنولوجيا البيولوجية تطورت في الديمقراطيات،
فكيف سيكون الحال عندما تصبح هذه التكنولوجيا في متناول مجموع بلدان
المعمورة، خاصة أن البلدان التي لا تتشدد في المجال الأخلاقي منفتحة كل
الانفتاح على ما يسميه الكاتب "السياحة التناسلية".
ويتوقف
الكاتب عند التحولات التي شهدتها حياتنا اليومية نتيجة دخول العلوم الطبية
والبحث العلمي إليها، فالفعل الجنسي انفصل تماما عن الفعل التناسلي، وضعفت
فكرة الأسرة التقليدية، وبرز سؤال جديد محير حول: من هو الأب إذا جاء
الولد إلى الحياة من تلقيح خارجي ومن أحد المتبرعين بمائه؟ هل الأب هو صاحب
الماء المجهول، أم هو الأب الراغب في الولد؟ سؤال يزداد إلحاحًا عندما
نعرف أن 2% من المواليد، أي 20 ألف سنويا، ولدوا بهذه الطريقة تحت إشراف
فريق طبي.
والأمومة
أيضا أخذت في التأخر؛ إذ إن نساء هذا الزمان لا يضعن مولودهن الأول إلا في
سن الثلاثين، أي بتأخر قدره سبع إلى عشر سنوات عمَّا مضى. وما أكثر
الأطفال الذين يعيشون اليوم في أسر جديدة، أو أعيد تركيبها، أو أسر بآباء
وأمهات من جنس واحد، أي مثليي الجنس!.
ويرى
الكاتب أن النقاش الأخلاقي ليس منبثقاً دائما من التجديد العلمي، ويضرب
لذلك مثلا باستئجار الأرحام أو الحوامل المستأجرات، إذ كان الأطباء يعرفون
كيف يزرعون جنينًا في رحم امرأة أخرى، لكن الجديد اليوم هو رغبة امرأة في
طفل دون أن تتحمل مشاق الحمل، وتدفع لامرأة أخرى مقابل المشقة.. فهذه
الحاجة الاجتماعية، في نظر المؤلف، من تداعيات المساعدة الطبية التي أظهرت
أنه بالإمكان التغلب على العقم.
ويعترف
الكاتب أن العلم يمكن أن يخرج من صلبه الحسن والقبيح، فمن الأمل الكبير
الذي صاحب مولد "أمادين" أول طفلة بأنبوب خارج الرحم، إلى الخوف الضخم الذي
رافق مولد النعجة "دوللي" أول حيوان مستنسخ، كانت التقنية البشرية هي
ذاتها الساعية إلى تقديم خدمات بأغراض مختلفة. ومن المعلوم أن ما هو ممكن
تقنيًّا ليس مرغوبا إنسانيا.
ويمكن
أن نتصور الأسوأ في المستقبل القريب، كانفجار الأسرة، والتحكم في أجسام
الأجنة حتى يولدوا مبرئين من كل عيب، وإقصاء الضعفاء من الحياة، وتحويل
الجسم البشري لسلعة، واستنساخ الإنسان من أجل التكاثر، وتأسيس بنك للأعضاء
البشرية، أو بناء جيش من الأفراد المتشابهين لخدمة أغراض نظام فاشي شمولي.
يمكن
أن نتخوف من علوم الخلايا الدماغية وهي تسهل التحكم في الدماغ البشري
لتغيير سلوكه وفق الأهداف الإيديولوجية والتجارية. ونحن على علم بأن
الإنسان يمكن أن يدمر أخاه الإنسان، بل الإنسانية جمعاء، لكننا ازددنا
اليوم علما بأنه يمكن للإنسان أن يغير أخاه الإنسان، بل أن يخلُقه في قالب
جديد. فبعد المزروعات المعدلة جينيا، جاء دور الكائنات البشرية المعدلة
جينيا أيضا.
لكن
الكاتب يعلن عن مخاوفه الحقيقية، وهي مخاوف لا تنبع من العلوم حسب تأكيده
المتكرر، ولكن الخوف كل الخوف مما سماه "انزلاق الفكر". فإذا صار الاستنساخ
في الغد القريب مباحا، فإن دولاً كثيرة ستمنعه وستحصل على دعم عالمي ضد
هذه التقنية. لكن الأخلاق يمكن أن تنمحي أمام التقنية بطريقة تدريجية
مغرية؛ فالعلم في زماننا يسير والأخلاق تتبعه، وليس العكس.
وقد
يأتي يوم تذوب فيه كل قيمنا أمام التنازلات الصغيرة المتتالية، وأمام
الضغوط الإعلامية المتتابعة باسم الحداثة. القلق كل القلق يتركز هنا،
والخشية من ظهور نمط تفكير جديد أكثر من الخشية من ظهور إنسان بيولوجي
جديد؛ فالعلم لا يلد الوحشية، ولكنه يصبح أداتها، وعلينا أن نحذر من نموذج
مجتمعي نفعي منزوع الإنسانية أكثر من الفتوحات العلمية. ألم يعلمنا التاريخ
الحديث أن الوحشية يمكن أن تظهر في البلدان التي بلغت مرتبة عالية في
الثقافة والحضارة؟، فالحضارة في يد المجنون أخطر من السيف في يد الإنسان
الحكيم، فكيف نكون حكماء بالأسلحة التي بين أيدينا؟.
لا
يفصل المؤلف بين النقاش الأخلاقي والمنهجية الديمقراطية، ويؤكد أن تجربة
الدول في مجال الأخلاقيات الطبية فسحت المجال أمام المواطنين ليقولوا
كلمتهم، وأبانت هذه التجربة أن عامة الناس قادرون فعلا على المشاركة في
النقاش الجاد وفهم المشاكل المعقدة، ثم تقديم مقترحات أصيلة.
لقد
برهنوا على أن النقاش الأخلاقي الطبي لا يمكن أن يقتصر على حوار بين رجال
المختبرات العلمية ورجال السياسية العملية، واتخذوا مواقف وأدلوا بآراء
أبعد ما تكون عما تظهره استطلاعات الرأي.
تلك
المناقشات مع العوام غيرت رأي المؤلف فيهم؛ لأنه اكتشف أن قيم النزاهة
والمصداقية والتضامن ورفض بيع الكائن البشري كسلعة ما زالت مغروسة في
الضمير الجمعي؛ ومن ثم يرى الكاتب أن النقاش العام الشعبي يبقى أحصن الحصون
ضد التجاوزات والمبالغات.
وينتهي
المؤلف إلى أن الأخلاقيات الطبية لا تقتصر على الصراع بين التقدم ضد
الأخلاق، ولا بين الخير والشر، بل هي إشراك للمواطن- المتخم بما هو آني
وسريع وتافه- في القضايا الجوهرية، لإعادة النظر في القيم التي أسست عليها
ديمقراطيتنا وثقافتنا وحضارتنا. وذلك ما سيفسح المجال لظهور فكر إنساني
جديد متجذر في الواقع الحالي لهذا الزمان. إنها تدعونا إلى عدم التضحية
بـ"جوهر الآني" من أجل " آنية الجوهر" على حد تعبير الفيلسوف الفرنسي إدغار
موران. وذلك ما يحث الجميع على إعادة وضع السؤال الجوهري "ما هو
الإنسان؟".
في
نهاية كتابه، يقدم المؤلف تصوره للخلاص، منسجما مع التقديم الذي بدأ به،
حيث ذكر أن الله اختفى إلى الأبد تاركا الإنسان يخلق الإنسان. ولا يؤمن
الكاتب بأي دور للدين، إذ هناك سبيل آخر لفهم جذورنا على حد تعبيره، وهو
البحث عما هو كوني في الإنسان. فعلى إنسان هذا الزمان أن يخفف من ادعائه
القوة الخارقة، وأن يستحضر الحكمة والتعقل.
ويضيف
أن بعض الناس يجدون الحكمة في الكتب المقدسة، ولكن الحكمة توجد أيضا في
التراث الإنساني، مثل ملحمة الأوديسة للشاعر اليوناني هوميروس. في تلك
الأسطورة سيجد الإنسان حكمته وقدوته ليعيش في انسجام مع نفسه ومع الآخرين.
وبهذا
الاختيار يبرهن المؤلف أن الأسطورة اليونانية ما تزال حية في عقول كثير من
المفكرين والمثقفين الغربيين، لكن منذ متى كانت الأساطير قادرة على تقديم
الحلول لقضايا شائكة معقدة، وكيف نستسيغ أن يعود عالم مثقف في القرن الحادي
والعشرين ليستغيث بما تخيله آباؤه الأقدمون، ويقول لهم تعالوا أنقذونا مما
نحن فيه! لو قام مفكر مسلم واستلهم حلولا لمشكلات العصر من تراث أسلافه
لقيل عنه إنه رجعي يستغيث بالأموات لإنقاذ الأحياء، رغم الفرق بين الأسطورة
اليونانية وتراث المسلمين.
ما
زالت مشكلة المثقف الغربي هي ذاتها لم تتغير رغم العولمة، وهي التمركز حول
الذات، واحتكار العلم والمعرفة إلى جانب الأشياء والمنتجات.
ـــــــــــ
المؤلف: الدكتور جان ليونيتي
دار النشر "بلون" فرنسا
الطبعة الأولى 2010- عدد الصفحات168